الكريسماس في اليابان
يعتبر شهر ديسمبر الشهر الأكثر انتظارا في العام في العديد من بلدان العالم. فهو يعد شهر الاحتفال والفرحة ويعود ذلك بالخصوص لارتباطه باحتفالات جميلة مثل الكريسماس والسنة الجديدة
إن الكريسماس هو احتفال بمولد يسوع (سيدنا عيسى) في الدين المسيحي. يمثل هذا العيد بدايات جديدة، كما هو الحال مع السنة الجديدة وربما هذا ما يجعل من ديسمبر مهما
والديانة المسيحية هي ديانة غريبة نوعا ما على اليابانيين، حيث يقل عدد المنتمين إليها عن 2 بالمائة من مجموع السكان. وبالرغم من كون الكريسماس عيدا تقليدا مسيحيا، فإنه يُرى ويُحس في جميع أنحاء البلاد
الكريسماس
وخلال شهر ديسمبر، فإن الجو العام في اليابان يذكرنا بالكريسماس عبر إضاءات الشتاء الساحرة واللامعة والمنتشرة في كل مكان، بالإضافة إلى الزينة الرائعة والتي عادة ما تكون مرتبطة بالكريسماس وأسواق الكريسماس المزدحمة أيضا
لكن ما يجعل الكريسماس في اليابان مختلفا هو كونه احتفالا غير ديني تماما. فالاحتفالات علمانية وتعكس انعدام أية روابط قوية بين اليابان والمسيحية
وهنا يطرح سؤال مهم نفسه: لماذا يُحتفل الكريسماس على نطاق واسع في اليابان؟
باختصار، تم نوعا ما استيراد احتفالات الكريسماس بعد الحرب العالمية الثانية حين بدأت اليابان في التركيز على التحديث والتغريب عبر تبنيها لعادات وأساليب الحياة واحتفالات الغرب عامة وأمريكا خاصة
ففي الأساس، الكريسماس في نسخته اليابانية بعيد كل البعد عن الدين وهو خال تماما من أية قداسة. بالعكس، إنه وقت مخصص للحب والفرح وتقدير كل أنواع العلاقات الإنسانية سواء كانت عائلية أو عاطفية أو علاقة صداقة
ووقت الكريسماس وخاصة ليلة الكريسماس هي بمثابة يوم عيد الحب في نسخته اليابانية. وهذه الفترة ككل تعتبر عاطفية جدا وخلالها يحتفل الأزواج بالصلة التي تجمعهم عبر الخروج في مواعيد غرامية وتبادل الهدايا
ورغم اختلاف أهداف كل من الكريسماس الياباني ونظيره الغربي فإن كليهما يتشاركان في جانب مثير للاهتمام ألا وهو أسواق الكريسماس
أسواق الكريسماس
ظهرت أسواق الكريسماس للمرة الأولى في أوروبا وبالتحديد في ألمانيا والبعض من الدول المجاورة لها
وفي الوقت الحاضر، تعد هذه الأماكن مخصصة لبيع السلع المتعلقة بالاحتفالات مثل الصناعات اليدوية الجذابة والزينة الجميلة ومستلزمات الشتاء العادية
تقدم أسواق الكريسماس اليابانية السلع ذاتها، كما أنها عادة ما تكون مزينة بديكورات ساحرة تضفي دفئا لليالي الشتاء القارسة
وإلى جانب إضاءات الشتاء اللامعة فإن أسواق الكريسماس عادة ما تُزين بزينة متعلقة بالأب نويل (سانتا) وأشجار الكريسماس أيضا. وكل هذا، بالإضافة إلى موسيقى الكريسماس في الخلفية، يهيئ الجو للناس للإحساس بروح هذا الاحتفال الجميل
والمتعة لا تتوقف هنا. فهذه الأسواق تعرف أيضا بأكلها ومشروباتها المستوحاة من التقاليد الأوروبية كالنقانق الألمانية والكحول والكعك وجميع أنواع الشكولاتة، كلها إلى جانب أكشاك الهدايا التذكارية المصنوعة باليد والتي تخول للجميع مجموعة واسعة من السلع المحلية للاختيار منها وشرائها
لطالما كانت اليابان بلدا معروفا بالابتكار والفرادة ولا شيء يعكس هذا بشكل مثالي أكثر من طريقة تبني هذا البلد لاحتفال مسيحي هام وتشكيله بطريقة استثنائية غيرت معناه الأصلي تغييرا تاما. فبالرغم من أن الجو يعكس روح الكريسماس، فإن الاحتفالات نفسها لا تمت للكريسماس بصلة